الاختلاف بين المجرات

الاختلاف بين المجرات في الفضاء


سبب هذا الأختلاف

مازال علماء الفلك في شك من سبب اختلاف أشكال المجرات بين Irr . E . S ، فقد اعتقدوا في فترة ما أن اختلاف أنواع المجرات ناشئ عن الاختلاف بين سرعات دورانها لحظة ولادتها .

وبالطبع يؤدي الدوران دورا ً في تحديد نوع المجرة : فالجسم الدائر بسرعة عالية يصبح أكثر تفلطحا ً عند خط الاستواء ، كما انه ولد الشكل المنبسط للمجموعة الشمسية . إذا ً في ضوء هذه العلاقة بين سرعة الدوران والتفلطح لنا أن نتسأل عما إذ كان هذا الأمر يحدث في المجرات ، وعلى وجه التحديد هل المجرات الإهليجية تغدو كروية نتيجة دورانها البطيء ؟
وهل المجرات الحلزونية منبسطة لانها تدور بسرعة ؟

عندما قاس علماء الفلك سرعة دوران المجرات من النوع E وجدوا أنها تدور بالفعل إلا أن سرعة دورانها بطيئة ، في حين أن المجرات الحلزونية تدور بسرعة أعلى نسبيا ً مقارنة بالمجرات الإهليجية المماثلة لها في الحجم .
يتضح من هذا أن سرعة الدوران تقوم بدور ٍ ما في تحديد ما أذا كانت المجرة حلزونية أو إهليجية . إلا أن مقارنة سرعات دوران المجرات الإهليجية المتفاوتة فيما بينها بدرجة تفلحطها تشير إلى أن العلاقة بين سرعة الدوران و التفلطح ضئيلة أو معدومة .

وهكذا نرى أن سرعة الدوران قد تؤدي دورا ً ، إلا أن هناك عوامل أخرى على مايبدو ، فمثلا ً قد يعطي تحري اختلاف السرعات لنوع آخر من المجرات تفسيرا ً لتنوع المجرات .
تبين بعض الدراسات الجارية بالمحاكاة الحاسوبية حول تكون المجرات إن الحركة العشوائية التي تجري في سحابة غاز متداعية منهارة يمكن ان يقود إلى تغير كبير في شكل المجرة النهائي فبحسب هذا النموذج تتكون المجرات الإهليجية نتيجة حركات عشوائية عنيفة في السحب الغازية ، في حين تتكون المجرات الحلزونية عندما تكون الحركات العشوائية أقل عنفا ً .

وقد تكون الحركة الدورانية أو العشوائية ليست أكثر من عامل في تحديد شكل مجرة ما .وربما ساعدت دراسة نوع النجوم التي تحتويها المجرة ( الجمهرة I والجمهرة II ) على توفير دليل آخر لايقل أهمية . إنك تذكر أن المجرات من النوع E (بيضاوية) تشتمل بشكل رئيسي على نجوم هرمة من الجمهرة II في حين تشتمل المجرات الحلزونية على الكثير من النجوم الفتية من الجمهرة I . ولربما تكونت النجوم في المجرات من النوع E خلال فترة قصيرة من ولادتها مستنفدة بذلك كل الغاز المتوفر فيها ، في حين أن نجوم المجرات الحلزونية حذت حذو سابقتها ، ولكن خلال فترة أطول . يقودنا هذا الفرق إلى نتيجة مفادها أن معدل تكون النجوم يؤدي دورا ً أيضا ً في تحديد نوع المجرة . ولكن هل يحدد معدل تكون النجوم دورا ً في تحديد نوع المجرة أم أن نوع المجرة هو الذي يحدد معدل تكون النجوم ؟؟
هذا ما لم يحدده الفلكيون حتى الآن .
كان التركيز فيما سبق على العوامل التي يمكن أن تؤثر في نوع المجرة المتكونة عندما تتداعى أو تنهار سحابة غازية ، بيد أننا لم نتطرق إلى موضوع الأذرع الحلزونية وتشكلها .
فلقد رأينا أن الأذرع الحلزونية يمكن أن تتكون على صورة موجة كثافة تنتشر حول قرص المجرة ، ضاغطة السحب الغازية . ومسببة تكون نجم ذي نمط حلزوني . يعتقد الفلكيون أن هذه الآلية يمكن أن تكون سائدة في مجرات أخرى مكونة أذراعا ً ملحقة بها .
وبطريقة أخرى تنشأ الأذرع الحلزونية نتيجة دوران المجرة حيث تتمطط مناطق من نجم متكون لتغدو أقواسا ً متطاولة . وقد تحدث هذه الآلية في بعض المجرات الأخرى ومازال الفلكيون يحاولون فهم أي هذه النماذج هو النموذج الأقرب لتفسير المشاهدات ، أو أيها هو النموذج الصحيح .

راجع / كتاب أساسيات ومقدمة في علم الفلك
تأليف / آرني توماس